التخطي إلى المحتوى الرئيسي

تاريخ أوربا في العصور الوسطى المحاضرة الثالثة

المحاضرة الثالثة
نشأة المسيحية و انتشارها
1- ظهور المسيحية :
ظهرت المسيحية في الشرق في " فلسطين" ثم انتقلت إلى الغرب وكان مؤسس هذه الديانة هو السيد المسيح " عيسى بن مريم" (عليه السلام) ، وكان لهذه الديانة مبشرين ودعاة منهم أسقف "إنطاكية" القديس " بطرس" والقديس " بولس" مبشرين في "سورية" و" فلسطين" و" آسيا الصغرى" ، والقديس " مرقص " مبشر في " مصر" ، ونتيجة وجود علاقات العبودية في الإمبراطورية الرومانية كان الفلاحون و العمال يرون في المسيحية منقذ لهم من هذه العبودية لأنها تدعو إلى المساواة و لا فضل لإنسان على آخر إلا بالعمل الذي يقدمه لذلك انتشرت الديانة المسيحية بشكل كبير في ولايات الإمبراطورية الرومانية الشرقية ( سورية – مصر – آسيا الصغرى ) .  2- العوامل التي ساعدت على انتشار المسيحية :   
1-   لأن المسيحية ديناً سماوياً عاماً لجميع البشر .
2-   قوة إيمان المسيحيين الأوائل وجهودهم الفائقة في نشر المسيحية .
3-   سمّو المفاهيم الأخلاقية في المسيحية .
4-   الفراغ الروحي الذي كان يعانيه المجتمع الروماني .
5-   ساعد اتساع الأمبراطورية الرومانية وخضوعها لسلطة مركزية على انتقال المبشرين بسهولة .
6-   هيمنة اللغة الآرامية ( السريانية ) في الوطن العربي ، واللغة اليونانية في القسم الشرقي من الإمبراطورية الرومانية  واللاتينية في القسم الغربي من الإمبراطورية الرومانية ، الأمر الذي ساعد على انتقال المسيحية بسهولة إلى مختلف أجزاء الإمبراطورية .
3- الإضطهادات التي تعرضت لها المسيحية : 
اضطهد الأباطرة الرومان المسيحية نتيجة توسع انتشارها ، وكان أول شهداء المسيحية السيد المسيح نفسه ، الذي "صلب" بأمر من الحاكم الروماني وبدسيسة من اليهود ، وفي عهد الإمبراطور " كلود" 0
( 41 – 54 م ) طرد المسيحيون من مدينة " روما" ، وفي ( سنة 64 م ) أحرق اليهود بعض أحياء روما و اتهموا المسيحيين بإحراقها ، لذلك أصدر الإمبراطور " نيرون" مرسوماً يقضي بأن لا يكون أحد مسيحياً ، وقتل القدسين " بطرس" و" بولس" .
 وفي ( سنة 303 م ) أصدر الإمبراطور " ديوكليسيانوس" أمر بهدم كنائس المسيحيين ومنعهم من الصلاة و إحراق كتبهم وسجن قساوستهم وطردهم من الجيش والوظائف الحكومية ، ولكن هذا لم يردع المسيحيين فأصدر" ديوكليسيانوس " مراسيم يأمر فيها بتعذيب المسيحيين و قتلهم واعتبرهم خارجين عن القانون ، فلاقى الكثير منهم حتفهم ، لذلك أطلق المسيحيون على هذه الفترة " عصر الشهداء " ،  كما أن الإمبراطور " ليبيريوس" اضطهد المسيحية أيضاً  .
- الأسباب التي دفعت الرومان إلى اضطهاد المسيحية هي :  
1- لأن المسيحيين رفضوا عبادة الإمبراطور الروماني وهذا الرفض يدل على عدم الولاء للدولة الرومانية و إمبراطورها ويعد من العوامل المفككة لوحدة الإمبراطورية .
2- لخطورة تعاليم المسيحية التي تهدد سلامة الدولة و أمنها .
3- لأن المسيحية ثورة اقتصادية ضد الاستغلال و التفاوت الطبقي السائد في العالم الروماني.
4- لأن المسيحية ثورة اجتماعية ضد القيم الاجتماعية القائمة في العالم الروماني .
5- بسبب الاجتماعات السرية التي كان يقوم بها المسيحيين لممارسة شعائرهم وطقوسهم الدينية .
6- للاتهامات التي وجهها اليهود ضد المسيحيين  .
7- رفض المسيحيين تأدية الخدمة العسكرية الإلزامية ، وهذا الرفض يشكل خطراً على الجيش و ولائه للإمبراطورية .
8- تخوفت السلطات الرومانية من انتشار المسيحية في الأراضي الخاضعة للدولة الفارسية – العدوة التقليدية للرومان - ، فخشيت أن يقف هؤلاء المسيحيين إلى جانب الفرس في حروبهم مع الرومان .
4- مرسوم ميلانو والاعتراف بالمسيحية :
اعترف الإمبراطور البيزنطي " قسطنطين الأول الكبير" بالمسيحية بموجب مرسوم " ميلانو " ( سنة 313 م ) الذي نص على ما يلي :
1-   إطلاق حرية الأديان المسيحية و الوثنية ، وإعطاء الحرية الدينية للمسيحيين والسماح لهم بممارسة عقائدهم .
2-   إعطاء الحرية الدينية لغير المسيحيين و السماح لهم بممارسة عقائدهم .
3-   إذا كانت الدولة قد اشترت هي أو أحد الأشخاص أماكن كان المسيحيون يجتمعون بها من قّبل فيجب أن تعود للمسحيين ، و إعادة ما انتزع من أملاك الكنيسة .  
5- الآريوسية :
سميت الآريوسية نسبة إلى " آريوس" وهو كاهن اسكندري يرى أن المسيح الابن مخلوق للأب فهو إذاً دونه ، و لا يمكن للابن أن يعادل الأب في المستوى والقدرة ، لذلك فأن أسقف الاسكندرية " إثناسيوس "
أنكر ما قاله "آريوس" وقال أن المسيح والإله متساويين لأنهما من عنصر واحد ، ولذلك حرم "آريوس" من الكنيسة و توجه إلى " فلسطين" ومنها إلى " نيكوميديا " ، وحصل على تأييد هناك من الأساقفة .
6- مجمع نيقية :  
نتيجة تفاقم النزاع بين " آريوس" و" إثناسيوس" دعى الإمبراطور إلى عقد مجمع ديني في " نيقية"
( سنة 325 م ) ، وكان " قسطنطين الأول" رئيس هذا المجمع ، وقد حضر ( 318 أسقفاً ) ودامت جلساته ( 98 يوم ) وفي ختام جلساته أدان الأساقفة بالإجماع " آريوس" و تقرر نفيه إلى " ايلّيريا" 
واضطهاد أتباعه ، وفي (  سنة 334 م ) عفى " قسطنطين الأول " عن " آريوس" لأسباب سياسية وهي رغبة " قسطنطين " في استرضاء القسم الشرقي من الإمبراطورية الرومانية .
7- الارتداد عن المسيحية ( 361 – 363 م ):
عندما استلم عرش الإمبراطورية الرومانية " جوليان" ( جوليانوس) اضطهد المسيحيين و أعلن العودة إلى الوثنية و أهم الإجراءات التي اتخذها هي :
1-   أمر بفتح المعابد الوثنية .
2-   سمح بعودة الوثنيين المنفيين .
3-   تقديم الهبات و الإمتيازات لكهنة المعابد الوثنية .
4-   تجريد الكنائس من التحف و نقلها إلى هياكل المعابد الوثنية .
5-   حرم المعلمين اليونانيين المسيحيين من تعليم العلوم اليونانية .
6-   أبعد المسيحيين عن المناصب العليا في الحكومة و الجيش .
8- تيودوسيوس الأول و المسيحية ( 378 – 395 م )  :
وذلك من خلال دعوته لعقد المجمع الديني المسكوني الثاني في " القسطنطينية " ( سنة 381 م )  فأقر ذلك المجمع إدانة المذهب الآريوسي و تأييد المذهب النيقيوي ، وبذا قضى هذا الإمبراطورعلى الوثنية والآريوسية ودمر معالمها واضطهد أتباعها في القسم الشرقي من الإمبراطورية الرومانية .


9- تنظيم الكنيسة المسيحية :
1- في البداية كان لكل كنيسة أسقفها الخاص و يساعده عدد من القساوسة و الشمامسة  .
2- ثم أصبح "المطران" رئيساً لكل الأساقفة اللذين يقيمون داخل الولاية التي يقوم هو على كنيسة عاصمتها وفي القرن الرابع أصبح هناك ستة " بطاركة"  يقيمون في القسطنطينية وروما و إنطاكية والقدس و الاسكندرية و قرطاجة .
3- وقد أسس كنيسة "إنطاكية" القديسان " بطرس" و" بولس" و كنيسة " روما" القديس " بطرس"
وكنيسة " الاسكندرية" القديس " مرقص" ، ثم أصبح لأسقف " روما" الزعامة الروحية في الغرب .   
- أبعاد مشكلة العصور الوسطى على ضوء نظرية " هنري بيرين " :
اقترحت بعض التواريخ لبداية العصور الوسطى فقد تم اعتبار :
1
- اعتبرت( سنة 313 م ) وهي السنة التي اعترف  " قسطنطين " بها بالمسيحية بداية للعصور الوسطى .

2- اعتبر ت ( سنة 330 م ) وهي السنة التي اتخذ فيها " قسطنطين" القسطنطينية عاصمة له ، بداية للعصور الوسطى .
3- البعض من يعتبر بداية العصور الوسطى ( 325 م ) وهو العام الذي عقد فيه ط مجمع " نيقية "  .
4- البعض من يعتبر بداية العصور الوسطى ( 410 م ) وهو العام الذي  أحتل فيه الزعيم الجرماني
( زعيم الغوط الغربيين ) " ألارك" مدينة " روما" .  
- وأهم النظريات التي طرحت عن بداية العصور الوسطى هي نظرية المؤرخ البلجيكي " هنري بيرين" ( 1862 – 1935 م ) .
- عرض " بيرين" في كتابه ( محمد و شارلمان) نظرية في انهيار العالم القديم وبداية العصور الوسطى وأهم النقاط التي تعنينا في نظرية " هنري بيرين " هي :
1- يقول " بيرين" إن أهم  ما يميز الإمبراطورية الرومانية هو ارتباطها بالبحر المتوسط ارتباطاً وثيقاً لأن حضارة العالم الروماني تمركزت على هذا البحر الذي كان أداة لنقل الأفكار والديانات والسلع وأن عظمة الإمبراطورية الرومانية و استمرارها مرتبط بوحدة هذا البحر و بقائه بحيرة رومانية .
2- يقول " بيرين" أن " الجرنان" لم يحطموا الإمبراطورية الرومانية و حضارتها لأنه لم تكن هناك دوافع دينية أو ضغائن دينية بين الجرمان و الرومان .
3- يقول " بيرين" أن الفتوحات الإسلامية هي التي قضت على الإمبراطورية الرومانية و الفتوحات العربية الإسلامية أدت إلى النتائج التالية :
1ً- تحطيم وحدة البحر المتوسط وتغير ميزان القوى فيه.
2ً- الفتوحات العربية الإسلامية قضت على الحركة التجارية الأوربية في البحر المتوسط ، وعملت على قطع العلاقات التجارية بين الشرق و الغرب .
3ً- تحول البحر المتوسط من بحيرة رومانية إلى بحيرة عربية إسلامية ، وبذلك تحول الاقتصاد الأوربي إلى اقتصاد مغلق يعتمد على الاكتفاء الذاتي ، لذلك انهار العالم القديم و بدأت العصور الوسطى .
4ً- أن التجار المسلمين لم يمارسوا نشاطهم خارج حدود العالم الإسلامي .
- ويقول " بيرين" أن الذهب و زيت الزيتون و البردي و النبيذ و المنسوجات الشرقية و التوابل كانت تأتي من الشرق إلى الغرب الأوربي وظلت تستهلك ثم اختفت في القرن الثامن الميلادي حيث :  
1- حلت النقود الفضية محل النقود الذهبية التي كانت تصنع بكثرة في عهد الفرنجة الميروفنجيين .
2- انقطاع ورق البردي المستورد من مصر .
3- انقطاع زيت الزيتون المستور من تونس .
4- توقف استخدام الأقمشة و المنسوجات الشرقية في أوربا .
5- توقف استخدام النبيذ الفلسطيني الذي كان يستعمل في الطقوس الدينية .
6- توقف استعمال التوابل في الغرب الأوربي .
- ويصل" بيرين" في نهاية تحليلاته إلى نظريته القائلة بأن الغزوات الجرمانية ليست هي المسؤولة عن سقوط العالم الروماني، وأن الفتوحات الإسلامية هي التي حطمت الإمبراطورية الرومانية .
- الحقائق التي توصل إليها الباحثون المتخصصون في دراستهم النقدية لنظرية "هنري بيرين" هي :
أولاً – مسألة تحطيم وحدة البحر المتوسط :
- أثبتت الدراسات الحديثة الحقائق التالية :
1- أن البحر المتوسط طريق للتجارة وليس ضماناً للنجاح التجاري .
2- إن الإمبراطورية الرومانية تفككت وحدتها نتيجة الغزوات الجرمانية التي اجتاحت الإمبراطورية منذ القرن الرابع الميلادي ، وانه عندما فتح العرب المسلمون " إسبانية" كانت بيد الغوط الغربيين و ليس بيد الرومان .  
3- أن الفندال الجرمان الذين استولوا على شمال أفريقية ( عام 429 م ) قد قاموا بأعمال قرصنة في الحوض الغربي للبحر المتوسط ، لذلك هم الذين تسببوا في تحطيم وحدة عالم البحر المتوسط .
- و قد أثبت البحث العلمي الموضوعي :
1- لم يذكر في القرآن أو في أحاديث الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) إلى تحريم أو منع العرب المسلمين من المتاجرة مع غير المسلمين .
2- رغم أن الفتوحات العربية الإسلامية قد خلقت مصادر أخرى للرزق كالزراعة والصناعة ظل العمل التجاري هو المهنة الرئيسية لقطاع كبير من العرب المسلمين .
3- قام التجار العرب المسلمين مستوطنات تجارية خارج حدود العالم العربي الإسلامي .
4- أن سكان إيطالية و غاليا كانوا يعتمدون على القمح المستورد من مصر و آسيا و أفريقية الشمالية ، وأن مدينة " روما" مدينة طفيلية كانت تعيش على موارد البلاد المجاورة لها .
ثانياً – مشكلة الذهب :  
- قال " بيرين" أن الفتوحات العربية الإسلامية أدت إلى اختفاء الذهب إلا أن البحث العلمي أثبت مايلي :
1- اتجاه الذهب من الغرب إلى الشرق كان منذ القرن الثالث الميلادي .
2- برهن " لوبيز" أنه منذ أواخر القرن السادس الميلادي ازداد إنتاج العملة الفضية ونقص الذهب في أواخر عهد الميروفنجيين .
3- إن سبب نقص الذهب هو لأن الغرب كان يستورد أكثر مما يصدر .
4- إن نقص الذهب هو نتيجة رغبة رجال الدين و الإقطاعيين في الغرب الأوربي بسحب الذهب
و خزنه .
ثالثاً – مشكلة البردي :
- قال" " بيرين" نتيجة الفتح العربي الإسلامي لمصر توقف تصدير البردي إلى الغرب الأوربي غيرأن ذلك غير صحيح للأسباب التالية :
1- يقول : " دانيت" أن تصدير البردي إلى الغرب بقي بعد الفتح العربي الإسلامي لمصر .
2- أن الميروفنجيين استمروا في استخدام البردي القادم من مصر بعد الفتح العربي الإسلامي لهذا البلد لأكثر من نصف قرن.
3- منذ القرن السادس الميلادي أخذت المؤسسات الأوربية تكتب وثائقها و أخبارها على الصحائف الجلدية وذلك لأن أوراق البردي لم تكن قادرة على مقاومة الأجواء الرطبة .
4- أن صناعة الورق انتقلت من الصين إلى العرب الذين نقلوها بدورهم إلى الغرب الذين لم يستخدمونه في البداية و أخذوا يستخدمون في البداية جلود الحيوانات .
رابعاً – مشكلة النبيذ :
- يقول: " هنري بيرين" أن الكنيسة الغربية توقفت عن استخدام النبيذ الفلسطيني في طقوس "الغربان"، وحقيقة الأمر أن المسلمين لم يشجعوا على صناعة الخمور لأنه محرم في الديانة الإسلامية ، ولكن على الرغم من ذلك ظلت صناعة الخمور بشكل محدود في المشرق العربي الإسلامي ، لأن الكنائس المسيحية في فلسطين و سورية ظلت تستخدم النبيذ في الطقوس الدينية ، كما أن بعض خلفاء بني أمية كانوا من المدمنين على تناول الخمور .
خامساً – مشكلة الأقمشة و التوابل :  
أثبت العالم البلجيكي " ساب" حديثاً أنه لا يزال هناك تيار من واردات الأقمشة الشرقية خلال القرنيين التاسع والعاشر , كما تدفقت التوابل إلى الغرب الأوربي بعد حوالي قرنيين أو أكثر من الفتح العربي الإسلامي .
- وهكذا تهاوت نظرية " هنري بيرين" وتحطمت أساسياتها أمام البحث العلمي الموضوعي 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فن العمارة الإسلامية في العصر الأيوبي في مصر وبلاد الشام

العمارة الأيوبية في مصر وبلاد الشام اعتنى الأيوبيون ببناء المساجد والمدارس و الخانقاهات ، كما اهتموا ببناء القلاع و تحصين المدن بالأسوار و الأبراج الدفاعية ، بسبب حالة الحرب بينهم وبين الصليبين ، ويمكننا اعتبار فن التحصين في العمارة الأيوبية نهاية مراحل التطور في هذا المجال إذ لم يظهر أي تجديد ملحوظ في العهود اللاحقة ، فالمنشآت الأيوبية العسكرية نموذج لأرقى ما وصل إليه هذا الفن على المستوى العالمي ، وليس على نطاق الحضارة الإسلامية   فقط ، يمكننا أن نوجز أهم خصائص العمارة الأيوبية في ما يلي : 1-    التقشف وعدم الإسراف في الزخرفة ، بسبب الحرب مع الصليبين 0 2-    القوة وإتقان التخطيط والبناء ، ودقة النسب ، مع ضخامة المنشآت بالنسبة للعصور السابقة 0 3-    الاعتماد على الحجر المنحوت بأبعاد كبيرة كمادة أساسية في الواجهات و الأعمدة وتيجانها ، وأحياناً في القباب والأقبية 0 4-    ظهورالأروقة بالإضافة إلى الأواوين في المدارس وخاصة في حلب ، وهذا تطور جديد لم يستعمل من قبل . 5-    اعتماد التسقيف على القباب لدر...

فن العمارة الإسلامية في العصر المملوكي والعثماني

العمارة في العصر المملوكي والعثماني أولاً – العمارة في العصر المملوكي : ظهرت في هذا العصر في القاهرة منشأت معمارية ضخمة ، هي أشبه بالمجمعات التي تمتاز بمساحتها الكبيرة وارتفاعاتها الشاهقة ، وتتألف غالباً من مدرسة وتربة وبيمارستان ، وتضم أحياناً سبيلاً وكتاباً أيضا ، ونذكر منها على سبيل المثال :  مجموعة السلطان قلاوون ،  مدرسة وخانقاه الأشرف برسباي ،  مدرسة ومسجد قايتباي ،    بينما لم   تشيد في بلاد الشام أبنية ضخمة ، بل كانت منشأت هذا العصر ، أصغر من منشأت العصور السابقة ، وسنقصر حديثنا على منشأت العصر المملوكي في بلاد الشام  تميزت منشأت هذا العصر في بلاد الشام بما يلي : 1- استمر الشكل التقليدي للمسجد : صحن جنوبيه القبلية وتحيط به أروقة من الشرق والغرب والشمال في معظم المساجد التي أنشئت في حلب وكذلك المدارس ، إذ صارت المدارس تستعمل كمساجد أيضا في هذا العصر ، أما في دمشق فقد ألغي الصحن في بعض المساجد والمدارس وسقفت في بعضها الآخر . 2- تفتح أبواب المنشآت ضمن إيوان سقفه في معظمها نصف ...

تاريخ أوربا في العصور الوسطى المحاضرة الأولى

تاريخ أوربة في العصور الوسطى المحاضرة الأولى          - يطلق اصطلاح العصور الوسطى على الفترة الزمنية التي تمتد من القرن الرابع الميلادي إلى القرن السادس عشر الميلادي . واختلف المؤرخين حول تحديد بداية العصورالوسطى ونهايتها، فبعضهم يرى أن بداية العصورالوسطى (سنة 476 م) وهو تاريخ سقوط "روما" بأيدي "البرابرة الجرمان" والبعض من يعتبر العصورالوسطى ( سنة 330 م ) وهو تاريخ بناء مدينة " القسطنطينية" ، والبعض أيضاً يعتبر ( سنة 395 م ) بداية العصورالوسطى وفي هذا التاريخ انقسمت فيه الإمبراطورية الرومانية إلى قسمين شرقي وغربي ، والبعض الآخر من يحدد بداية العصور الوسطى مع انتشار " المسيحية" ، والبعض الآخر يعتبر فترة "الغارات البربرية" و تشكل " الممالك الجرمانية " هو بداية العصور الوسطى . أما نهاية العصور الوسطى فيحددها البعض بـ( سنة 1453 م ) وهو تاريخ سقوط بيزنطة بأيدي الأتراك العثمانيين . وأيضاً يحدد البعض نهاية العصور الوسطى ب( سنة 1492 م ) تاريخ اكتشاف"أمريكا" ، والبعض من يحدد نهاية العصور الوسطى في ...