التخطي إلى المحتوى الرئيسي

حروب الفرنجة المحاضرة السادسة

المحاضرة السادسة
كونتية " طرابلس" الصليبية ( 503 – 688 هـ / 1108 – 1289م )

مقدمة : كان "ريموند الصنجيلي" من المرشحين لحكم " القدس" بعد سقوطها بيد الصليبين لكن حسد زملائه الأمراء وتخوفهم منه أدى إلى ضياع تلك الفرصة لذلك توجه "ريموند الصنجيلي" إلى مهاجمة الثغور الفاطمية في "فلسطين" مثل "عسقلان" و"أرسوف" وهنا تصدى له "غودفري" ولم يمكنه من تحقيق هدفه . 

فرحل "ريموند" بعد ذلك إلى "القسطنطينية" ليتفق مع "ألكسيوس" على خطة تتيح له تحقيق حلمه من جهة ، والقيام بعمل حاسم ضد "بوهيموند" من جهة أخرى .
وعندما وصل إلى "القسطنطينية" بلغه نبأ وقوع "بوهيموند" في أسر الملك "غازي كمشتكين بن الدانشمند" وتسلم "تنكريد" الوصاية على "إنطاكية" و الذي استولى على بعض المدن البيزنطية في "كيليكيا" مثل "طرسوس" و"أدنه" و"المصيصة" وكما استولى على "اللاذقية" (عام 496هـ/1102م ) 

وفي الوقت الذي أخذ "ريموند" و"ألكسيوس كومنين" يعدان العدة لاسترجاع "اللاذقية" من "تنكريد" وصلت حملة صليبية جديدة إلى "القسطنطينية" فعين "ألكسيوس كومنين" "ريموند " للإشراف على الحملة الصليبية و توجيهها إلى الأراضي المقدسة و رأى "ريموند" فقي تلك الحملة أداة صالحة يمكن أن يستخدمها لتحقيق أطماعه في "الشام" . 

أولاً – الحملة اللومباردية ( 495 هـ / 1101م  ) :   
من أسباب قدوم الحملة اللومباردية إلى الشرق نجاح الحملة الصليبية الأولى باسترداد " بيت المقدس" لذلك تحمس كثير من الأمراء الذين لم يشاركوا في الحملة الصليبية الأولى للذهاب إلى الشام و لتالي الفوز بنصيب من الأسلاب قبل ضياع الفرصة و الحصول على ثواب المشاركة في الحملة الصليبية .
وكان الصليبيون في بلاد الشام بحاجة ماسة إلى تلك المعونة البشرية لتعويض النقص في الرجال من جهة , ولاستئناف سياسة التوسع من جهة ثانية ، للحفاظ على ماحققوه  من مكاسب ضد أي محاولة انتقامية من جانب المسلمين.
وتكونت تلك الحملة من ثلاث مجموعات :
المجموعة الأولى : من اللومبارديين الذين تحركوا في أواخر ( سنة 494هـ / 1100م ) نحو "القسطنطينية" عن طريق "الدانوب" ، وضمت عدداً قليلاً من الفرسان المحاربين و كانت الغالبية من العامة من النساء و الأطفال و قاموا بأعمال سلب ونهب لذلك طلب منهم "ألكسيوس" عند وصولهم إلى " القسطنطينية" ( عام 495هـ / 1101م ) أن يعبروا إلى "آسيا الصغرى" 

وعارض اللومبارديين بحجة الرغبة بانتظار بقية إخوانهم القادمين من الغرب لكنهم استجابوا لنصيح "ريموند الصنجيلي" وعبروا "البوسفور" إلى الجانب الآسيوي ثم وصلت جموع فرنسية و ألمانية ، عبروا "البوسفور" وعسكروا عند " نيقية" على مقربة من "اللومبارديين" وبلغ عدد أفراد الحملة نحو ( 200 ) 

و زحفوا تحت قيادة "ريموند الصنجيلي" ضد "بني الدانشمند" في " كبادوكيا" لتخليص "بوهيموند" من الأسر حيث وصلت الحملة إلى "أنقرة" واستولت عليها ، ثم اتجهوا إلى الشمال الشرقي حيث مدينة " كنغري " لكنهم لم يتمكنوا من الاستيلاء عليها  ، ثم اتجهوا إلى " قسطموني" على ساحل البحر الأسود ، 

وهناك أخذ التعب يحل بهم لصعوبة البلاد و فقرها لقلة المؤن بعد أن انسحب " قلج أرسلان" سلطان سلاجقة الروم من أمامهم مدمراً كل ما يمكن أن يستفيد منه الصليبيون ، وعند ذلك أسرع "قلج أرسلان" و "رضوان" ملك "حلب"السلجوقي لنجدة الملك "غازي كمشتكين" ودارت المعركة بين الطرفين بين"أماسية" و"سيواس"  حيث هزم فيها اللومبارديين ، وهرب"ريموند الصنجيلي" نحو البحر الأسود ومن هناك ركب سفينة إلى  " القسطنطينية" ، ثم لاذ بالفرار بقية الأمراء إلى ميناء " سينوب" البيزنطي تاركين أولادهم ونسائهم
و متاعهم و أتباعهم في أيدي الأتراك ، وكان عدد قتلى الصليبين يتراوح بين ( 50 – 160 ألف قتيل ). 

المجموعة الثانية : وصلت هذه المجموعة من الحملة إلى "القسطنطينية" في السنة ذاتها ( 1101م )  حيث كان " وليم الثاني" كونت " نفرز" على رأس خمسة عشر ألفاً من الفرسان والمشاة الفرنسيين ، حيث وصل أفراد هذه الحملة إلى "أنقرة" من غير صعوبة ولكنهم لم يستطيعوا إقتفاء أثر اللومبارديين  واتجهوا نحو "قونية" وأخفقوا في الاستيلاء عليها بسبب قوة تحصينها وفي النهاية تمكن "قلج أرسلان" والملك "غازي بن الدانشمند" من إبادة الصليبين قرب مدينة "هرقلة" وقد هرب "وليم " كونت "نفرز" من مدينة "أرمناك" البيزنطية ومنها إلى "إنطاكية" . 

المجموعة الثالثة : وصلت الدفعة الثالثة و الأخيرة من تلك الحملة إلى "القسطنطينية" في السنة ذاتها بقيادة "وليم التاسع" دوق "أكوتين" و" ولف الرابع" دوق " بافاريا" .
تألفت الحملة من ستين ألف صليبي  عبروا "البوسفور" على سفن بيزنطية وتعرضوا أثناء عبورهم الأناضول لكثير من المتاعب بسبب صعوبة البلاد و نقص الماء و الزاد و وصل الصليبيون إلى "قونية" فوجدوها خالية من السكان فواصلوا زحفهم ، وفي هذه الأثناء اجتمع "قلج أرسلان" سلطان "قونية"
و الأمير "غازي بن الدانشمند" و " قارجا" أمير "حران" وهاجموا الصليبين على مقربة من "هرقلة" 

و أبادوا الجيش الصليبي ولم ينجو منه إلا قلة قليلة منهم ، منهم " وليم التاسع" و " ولف الرابع" فاتجها إلى "طرسوس" و منها إلى "إنطاكية" . 

ومن نتائج هذه الحملة اللومباردية ما يلي :
1- تقوية الروح المعنوية عند الأتراك بعد إلحاق الهزيمة بالحملة اللومباردية .
2- انسداد طريق آسيا الصغرى في وجه الصليبين .
3- كما ترتب على فشل تلك الحملة حرمان الصليبين في الشام من آلاف عديدة من الرجال كانوا بحاجة إليهم للدفاع عن كيانهم الجديد .
4- كما أن إنسداد الطريق البري إلى الشام جعل اعتماد الصليبين في الشرق على الطريق البحري الذي سيطرة عليه الأساطيل الإيطالية مما ضاعف من مكاسب "البندقية" و"جنوة" و"بيزا" وغيرها من قوى الغرب البحرية .

ثانياً – "ريموند الصنجيلي " وتأسيس الإمارة :
اتجه بعض الأمراء في حملة ( 1101م ) إلى "إنطاكية" وبعضهم إلى "القسطنطينية" بعد فشل تلك الحملة وقد أمدهم الإمبراطور البيزنطي "ألكسيوس" بالسفن التي نقلتهم إلى الأراضي المقدسة وقد رافقهم "ريموند الصنجيلي" وقد وصل بالحملة إلى ميناء "السويدية" التابع لإمارة "إنطاكية" وهناك ألقي القبض على "ريموند" وتم تسليمه إلى "تنكريد" الذي أطلق سراحه فيما بعد ( عام 1102م ) بعد تعهده له بالتنازل عن جميع إدعاءاته ومطالبه في "إنطاكية" و "اللاذقية" . 

وبعد إطلاق سراح "ريموند" تابعت الحملة سيرها إلى "القدس" ، وفي الطريق أراد "ريموند" الاستيلاء على "طرطوس" وتمّ له ذلك حيث حاصر المدينة بمساعدة بقايا حملة ( 1101م ) و"الأسطول الجنوي" وسقطت المدينة بيده ( عام 1102م ) وبعد ذلك أراد "ريموند" الاستيلاء على " طرابلس" لكن صاحبها "فخر الملك بن عمار" ( 1099 – 1108م ) استنجد بـ"دقاق" صاحب"دمشق" و بـ"جناح الدولة" صاحب "حمص" ، لكن "ريموند" انتصر عليهم وشرع بعد ذلك في حصار "طرابلس" 

ولكنه انسحب إلى "طرطوس" (عام 1102م ) لأنه اقتنع بصعوبة الاستيلاء على "طرابلس" واقتنع أيضاً بما عرضه عليه صاحب "طرابلس" " فخر الملك بن عمار" من مالٍ و خيل .

وبعد أن عقد "ريموند" هدنة مع "فخر الملك بن عمار" صاحب " طرابلس" هاجم حصن "طوبان" وحصن "الأكراد" في السنة ذاتها ( 1102م ) ، وأثناء حصار حصن "الأكراد" مات "جناح الدولة" صاحب "حمص" لذلك أسرع "ريموند" إلى "حمص" للاستيلاء عليها ، لكنه لم يتمكن من دخولها بسبب نجدة "دقاق" ملك "دمشق" لها ، فقنع بما فرضه على " حمص" من إتاوة مالية و انصرف عنها . 

وقد عاد "ريموند" للاستيلاء على "طرابلس" بمساعدة أسطول "جنوي" (عام 1103م ) لكنه أخفق في الاستيلاء عليها ، لذلك توجهوا إلى "جبيل" واستولوا عليها (عام 1104م ) وكافئ "ريموند" "الجنوية" بإعطائهم ثلث "جبيل" .  

بعد أخذ "جبيل" أراد "ريموند" الاستيلاء على "طرابلس" لذلك لجأ لبناء قلعة أطلق عليها المسلمون قلعة "صنجيل" نسبة إلى "ريموند الصنجيلي" وبنيت تلك القلعة في موقع يدعى "تل الحجاج" وهو مواجه لـ"طرابلس" مباشرة . 

وقد كان اختياره لهذا الموقع موفقاً لعدة أسباب منها :
1-وقوعه في مكان مرتفع يشرف على المدينة و الأراضي المحيطة بها حيث يسهل على لجند المرابطين فيه رصد كل النجدات التي تأتي لـ " طرابلس" بالإضافة إلى تحركات قوات "طرابلس" ذاتها.
2-كما أنه يسيطر على مجرى النهر الذي يسقي المدينة ، فيستقي منه جنده ويتحكمون بمياهه ، وهو بموقعه المرتفع يكتسب مناعة و تفوقاً عسكرياً على المدينة الساحلية ، وقد هاجم " فخر الملك" ذلك المكان و أشعل النار فيه . 

ومات "ريموند" ( عام 1105م ) قبل أن يحقق أمنيته في الاستيلاء على "طرابلس" ومع أن "طرابلس" لم تسقط بيد " ريموند" ، لكنه يعد صاحب الفضل في تأسيس إمارة " طرابلس" و وضع إطارها العام و تسهيل مهمة الاستيلاء عليها أمام خلفائه . 

ثالثاً – أعمال " وليم جور دان" :
مات " ريموند" تاركاً خلفه ابنه " برترام" يحكم أملاكه في الغرب الأوربي ( إمارة طولوز أو تولوز الفرنسية ) ، كما كان عنده ولداً شرعياً هو "ألفونسو جور دان" ابن الكونتيسة "الفيرا" ولكنه كان حديث الولادة ، لذلك عين الصليبيون "وليم جور دان" ابن خالة " ريموند" حاكماً عليها بعد وفاة " ريموند " . 

و واصل "وليم جور دان" حصار "طرابلس" فقام بإعادة بناء الحصن و ترميم ما تهدم منه وحافظ على العلاقات الطيبة مع الإمبراطور البيزنطي "ألكسيوس" الذي قدم له المساعدات أثناء حصار "طرابلس". 

لذلك استنجد "فخر الملك بن عمار" بـ" سقمان بن أرتق" صاحب "ديار بكر" و"جكرمش" صاحب "الموصل" و" رضوان" ملك " حلب" ولكنه لم يحصل على المساعدة لأن " ابن أرتق" توفي " ( سنة 1104م ) ، كما أن "رضوان" بينما كان يستعد للحضور إلى "طرابلس" إذ به يصدم مع "تنكريد" في معركة أسفرت عن هزيمته ومقتل ثلاثة آلاف من جيشه . 

واستمر حصار " طرابلس" ثلاث سنوات وتأثر أهل المدينة كثيراً ، لذلك ذهب " فخر الملك بن عمار" إلى "بغداد" لطلب النجدة من الخليفة العباسي "المستظهر" ( 487 - 504 هـ / 1094- 1110م ) ، والسلطان "محمد السلجوقي" ( 498 – 511هـ / 1104 – 1117م ) ، وأناب " فخر الملك" عنه لحكم "طرابلس" ابن عمه " ذو المناقب بن عمار" لكن ابن عمه تمرد عليه ، فما كان من أتباع "فخر الملك" إلا أن قبضوا عليه وحملوه إلى حصن "الخوابي" . 

ويبدو أن "فخر الملك" ذهب إلى "دمشق" قبل "بغداد" ثم ذهب معه "تاج الملك بوري" إلى "بغداد" ولمنهما لم يحصلا على المعونة المرجوة ، وما كادا يصلا إلى "الشام " حتى سمعا أن "طرابلس" أصبحت تابعة للفاطميين ( عام 1108م ) .

* عودة " طرابلس" إلى السيادة الفاطمية :
ضاق الحال بأهالي "طرابلس" خلال غياب "فخر الملك" لذلك أرسلوا إلى "الوزير الأفضل بن بدر الجمالي" في "القاهرة" يطلبون منه الحماية و يعرضون عليه تسليم المدينة للدفاع عنها ، لذلك وصل إليهم "شرف الدولة بن أبو الطيب" والياً من قبل "الأفضل" ، 

وبذلك خرجت "طرابلس" من قبضة "بني عمار" وآلت إلى الفاطميين .
كما أخذ الفاطميون "طرابلس" أخذ "طغتكين" أتابك "دمشق" "عرقه" الواقعة شمال " طرابلس" (عام 1108م ) وبعد ذلك أراد "طغتكين" قصد الحصن للإطلاع عليه وتقويته وعندما علم"جوردان" بمجيء "طغتكين" وهو على حصار "طرابلس" توجه مع بعض قواده للتصدي "للدماشقة" 

ونجح في ذلك ولاذ "الدماشقة" بالفرار وطاردهم حتى مشارف "حمص" ثم عاد إلى"شيزر" وانتصرالسلطان"أمير شيزر" ثم عاد و استولى على "عرقه" بعد حصار دام ثلاثة أسابيع وكان ذلك ( عام 1108م ) . 

رابعاً – التنافس بين " وليم جور دان" و " برترام بن ريموند الصنجيلي" :
نافس "وليم جوردان" من أجل الاستيلاء على"طرابلس" "برترام" الابن الشرعي لـ"ريموند الصنجيلي" حيث اتفق "برترام" مع أخيه "ألفونسو جور دان" على أن يرث "ألفونسو" ممتلكات أبيه في الغرب ، بينما يرث "برترام" ممتلكات أبيه في "الشام" . 

وأثناء رحيله إلى الشرق من بلده " بروفانس" على رأس أربعة آلاف فارس وعلى متن أربعين سفينة توقف في"جنوة" وحصل على تعهد منها بأن تساعده في الحصول على تركة أبيه في"الشام" من ناحية ، وفي الاستيلاء على "طرابلس" من الفاطميين من ناحية أخرى مقابل تعهد "برترام" بمنح الجنوية امتيازات تجارية واسعة في "طرابلس" . 

ثم رحل "برترام" إلى الشرق بصحبة "أسطول جنوي" مؤلف من ثمانين سفينة حتى وصل إلى "القسطنطينية" حيث رحب به الإمبراطور البيزنطي "ألكسيوس كومنين" ، ومن "القسطنطينية" إلى ميناء "السويدية" التابع لإمارة "إنطاكية" بدلاً من لذهاب إلى مدينة "طرطوس" مباشرة وذلك للمطالبة بتركة أبيه في "إنطاكية" . 

وعندما وصل إلى "إنطاكية" تباحث مع " تنكرد" حول حق والده في "إنطاكية" فتعهد له " تنكريد" أن يفكر في الأمر شريطة أن يساعده في حملته ضد مدينة "المصيصة الكيليكية" لاستردادها من البيزنطيين لكن "برترام" رفض طلبه لذلك طرده " تنكرد" من "إنطاكية" لذلك أبحر نحو "طرطوس" . 

وعندما طالب "برترام" "وليم جور دان" بتركة أبيه ردّ عليه الأخير بأن هذه البلاد من حقه وحده لأنه هو الذي قام وحده بالدفاع عنها بعد وفاة "ريموند" قرابة أربع سنوات ولولاه لضاعت تلك البلاد بين المسلمين من جهة ونورمان "إنطاكية" من جهة أخرى ، بالإضافة إلى أن "وليم " ضاعف تلك التركة بالاستيلاء على "عرقه" وحصن "عكار" .

وقد استنجد "وليم جور دان" بـ "تنكريد" صاحب "إنطاكية" واستنجد"برترام" بـ "بلدوين الأول" ملك مملكة "بيت المقدس" الذي أرسل رسولين إلى "تنكريد" و "وليم جور دان" يعلمهما بأن "برترام" تحت رعايته وطلب منهما الحضور لمقابلته أمام "طرابلس" للنظر في ردّ تركة "ريموند" إلى ابنه "برترام" . 

وفي تلك الأثناء كان "برترام" قد رحل من "طرطوس" إلى "طرابلس" لمحاصرتها .
المهم بعد ذلك أن "بلدوين الأول" ملك مملكة "بيت المقدس" وصل إلى"طرابلس" ، كما وصل "تنكرد" و "وليم جور دان" ثم لحق بهم "بلدوين دي بورغ" أمير "الرها" . 

وهناك تمّ الصلح  بين "تنكرد" و"بلدوين دي بورغ" ، كما تمّ الصلح بين "برترام" و "وليم جور دان" على أن يأخذ "وليم" "عرقه" و"طرطوس" في حين يأخذ "برترام" قلعة "صنجيل" و"جبيل" علاوة على " طرابلس" عندما يتم احتلالها ، كما تقرر أنه إذا مات أحدهما دون ولد يخلفه فإن الآخر يرثه في ممتلكاته .

* سقوط " طرابلس" :
هاجمت قوات"بيت المقدس" بقيادة"بلدوين" وقوات"بروفانس" بقيادة"برترام" ، وقوات "الرها" بقيادة "بلدوين دي بورغ" ، وقوات "إنطاكية" بقيادة " تنكرد" ، "طرابلس" فسقطت بأيديهم ( عام 1108م ) . 

وقد سلم والي "طرابلس" المدينة إلى "بلدوين الأول" ملك مملكة " بيت المقدس" مقابل الأمان لمن أراد أن يغادر المدينة بما يحمله من متاع ، ومن أراد البقاء يعد من رعايا الفرنج ويحتفظ بأملاكه على أن يؤدي ضريبة سنوية . 

كما طلب والي " طرابلس" الإذن لنفسه بالرحيل مع عساكره إلى "دمشق" فوافق " بلدوين الأول" على تلك الشروط  وقد تأخر الأسطول المصري في تقديم المساعدة لـ"طرابلس" لأنه ظل منتظراً في موانئ "الدلتا" إلى حين صدور تعليمات بشأن وذلك بسبب الخلاف بين قادته ، ولما تقرر المسير صادفته رياحاً مضادة عرقلت سيره . 

وعندما دخل"بلدوين الأول" إلى "طرابلس" التزم بالاتفاق الذي وقعه مع والي المدينة إلاّ أن "الجنويين"  اخذوا ينهبون و يحرقون الدور و يقتلون كل من صادفهم من المسلمين .
كافئ "برترام" "الجنوية" لمساعدتهم له بمنحهم حياً في " طرابلس" يقارب ثلثها كما منحهم حصناً يقع على بعد عشرة أميال جنوبي " طرابلس" ، كما منحهم "برترام" ثلثي مدينة " جبيل" فأصبحوا يمتلكون "جبيل" كلها ، وسلموا المدينة إلى أمير البحر " هيوج أمبرياتشو" واتخذه إقطاعاً له و لأعضائه يتوارثونه مقابل تعهده بدفع المال اللازم لحكومة "جنوة الإيطالية" . 

وظل "هيوج" يحكم "جبيل" حتى وفاته (عام 1135م ) ، ثم تعاقبت سلالته على حكم المدينة و أصبحوا مجرد فصائل تابعين لأمراء " طرابلس" .
* توحيد إمارة " طرابلس" :  
قتل " وليم جوردان" بيد أحد رجاله في ظروف غامضة وبذلك ضم " برترام" جميع الممتلكات "البروفانسالية" في "الشام" تحت سيادته ( طرطوس – عرقه – جبيل – طرابلس وغيرها ) (سنة 1108م ) ، وبذلك تكونت "إمارة طرابلس" وحكمها "برترام بن ريموند الصنجيلي" .  
* سقوط المدن الساحلية :
بعد احتلال " طرابلس" خرج " تنكرد" يريد "إنطاكية" وفي طريقه احتل "بانياس" (عام 1109م ) ثم احتل "جبلة" بالاتفاق مع صاحبها "فخر الملك بن عمار" الذي ذهب إلى "شيزر" ثم إلى "دمشق" فأحسن "طغتكين" صاحب " دمشق" وفادته و أقطعه "الزبداني" وأعمالها ، ثم أرسله إلى  السلطان "محمد بن ملكشاه" ( ملك شاه) ليحثه على الخروج لقتال الفرنج .

وفي (عام 1109 – 111م ) هاجم أتباع " برترام" "رفينه" (برين = بعرين) ومنعهم " طغتكين" من الاستيلاء عليها وعقدوا معه هدنة ، واستقر الأمر فيها على :
1-أن يكون للصليبين الثلث من أغلال البقاع ( استغلال البقاع ) .
2-أن يسلم حصن "المنيطرة" وحصن "ابن عكار" للصليبين .
3-أن يدخل في الاتفاقية حصن "مصياف" وحصن " الطوبان" وحصن"الأكراد" وأن يحمل أهل هذه الحصون مبلغاً معيناً من المال كل سنة إلى الصليبين . 
وتعهد"برترام بعدم الاعتداء على حصن"مصياف" وحصن"الأكراد" وحصن"الطوبان" ولكن لم يلبث "تنكرد" صاحب"إنطاكية" أن أخذ حصن"الأكراد" ثم تخلى عنه للأمير"بونز" الذي خلف أباه "برترام" بحكم "طرابلس "(عام 1112م) ثم ظل حصن "الأكراد" تابعاً لإمارة "طرابلس" حتى أعطاه "ريموند الثاني" أمير "طرابلس" للفرسان "الاسبتارية" ( عام 1142م ) ، كما إن استيلاء الصليبين على حصني "المنيطرة" و"ابن عكار" أمرّ له أهميته لأن"المنيطرة" كانت تسيطرعلى الطريق بين"جبيل" و"بعلبك" في حين أن سيطرتهم حصن"ابن عكار" مكنتهم من الإشراف على الطريق بين "عرقه" و" حمص" .

خامساً – سياسة "بونز" أمير " طرابلس" :
1-أرسل " برترام" ابنه وخليفته " بونز" إلى بلاط " تنكريد" في "إنطاكية" ليتلقى هناك تعاليم الفروسية وآدابها ، وهناك عشق" بونز" "سيسيل" زوجة " تنكريد" الشابة وتزوجها عند وفاة   " تنكريد"( عام 1112م ) . 

2-لم يتخلى " بونز" عن علاقته الودية مع ملك " بيت المقدس" ، الذي ساعده في صدّ الأتابك "برسق" عن إمارة "إنطاكية" ( عام 1115م ) .

3-هاجم ممتلكات "دمشق" و"حمص" لمدّ حدود إمارته في الاتجاه الشرقي حيث استولى الصليبيون على "رفنيه" (عام 1115م ) ، ثم استردها "طغتكين" من الصليبين. 

4-واستولى " برسق" على حصن " بعرين" ( عام 1115م ) لكن الصليبين تمكنوا من استرداد "رفنيه" و حصن " بعرين" حيث هاجم " بونز" " رفنيه" واستطاع الاستيلاء عليها بمساعدة "بلدوين الثاني" ملك مملكة " بيت المقدس" ( عام 1126م ) ، كما استولى "بونز" على قلعة "بعرين" بعد ذلك بقليل .
وقد انتهى حكم الأسرة الطولوزية ( التولوزية ) بوفاة " ريموند الثالث" ( عام 1187م ) عقب انتصار  " صلاح الدين" على الصليبين في معركة "حطين" . 

سادساً – الأمراء الذين تعاقبوا على حكم " طرابلس" من الأسرة "الطولوزية "
( التولوزية ) ومن الأسرة ( البيت ) النورماندي أمراء "إنطاكية" :
1- " برترام بن ريموند الصنجيلي " ( 1109 – 1112م ) .
2- " بونز بن برترام " ( 1112 – 1137م ) .
3- " ريموند الثاني بن بونز " ( 1137 – 1152م ) .
4- " ريموند الثالث بن ريموند الثاني" ( 1152 – 1187م ) .
وكان " ريموند الثالث" قد اتفق على أن يتلى أمر"طرابلس" الأمير"ريموند" الابن الأكبر لـ " بوهيموند الثالث" صاحب "إنطاكية" على أن ترد الكونتية لأي وريث من البيت التولوزي يطالب بها مستقبلاً .
لكن "بوهيموند الثالث" أبدل ابنه الأكبر " ريموند" بإبنه الأصغر " بوهيموند الرابع" ، الذي خلف "ريموند الثالث" على كونتية " طرابلس" ،

 وبذلك بدأ حكم أمراء " طرابلس" من البيت النورماندي أمراء " إنطاكية" وهم :
1- " بوهيموند الرابع" ( 1187 – 1233م ) .
2- " بوهيموند الخامس" ( 1233 – 1251م ) .
3- " بوهيموند السادس" ( 1251 – 1275م ) .
4- " بوهيموند السابع" ( 1275 – 1287م ) .



الرهبانيات العسكرية الصليبية أو الرهبانيات الدينية العسكرية
أولاً – الداوية :
يعود الفضل في تأسيس هذه المنظمة إلى "بلدوين" ملك مملكة " بيت المقدس" ( عام 1118-1131م ) والداوية هيئة دينية حربية أسسها " هيودي باين" ( سنة512هـ/ 1118م ) أطلق على أفرادها اسم "فرسان المعبد" لأنهم كانوا يقيمون في مقرٍ لهم في جناح لقصر الملكي بالقرب من "معبد سليمان" في
" بيت المقدس" أما في العربية فقد عرفوا بـ"الداوية" نسبة إلى محراب "داوود" .

كانت مهمة أفراد الداوية حماية الحجاج و الفقراء ولكنهم لم يلبثوا أن تدخلوا في المسائل السياسية في بلاد الشام ، وحصلت الهيئة على حماية البابا " هونوريوس الثاني" في مجمع " تروي" الكنسي (عام 1128م ) ، وصاغ لهم القديس "برنارد أف كليرفو" نظاماً خاصاً بهم .  

ومنذ تلك الآونة جرى اتخاذ الرداء الأبيض زياً نظامياً للداوية ثم أضيف إلى هذا الرداء صليباً أحمر ، واعترف البابا "ايوجين الثالث" بتلك المنظمة ( سنة541هـ/ 1146م ) ، واستقلت الطائفة الداوية عن مملكة " بيت المقدس" استقلالاً تاماً وصار لها ممتلكات كبيرة في بلاد الشام و الغرب الأوربي وصار لفرسانها نشاط مصرفي ضخم  ويأتي على رأس هيئة الداوية "المقدم الأعلى" و يليه "القهرمانل" ثم 
" المارشال" و"مقدمو الأقاليم" أو البيوت و "أمين الخزانة" و" القماش" و"التركوبولي" .
وبعد سقوط مدينة "عكا" بيد المسلمين ( عام 1291م ) انتقل الداوية إلى جزيرة "قبرص" .
وبذلك كان للداوية أثر بالغ الخطورة خلال قرني الحروب الصليبية في المشرق ، ثم كان للداوية أثر في أوربا بعد تحرير"عكا" ، ثم تمّت تصفيتها في مطلع القرن الرابع عشرالميلادي من قبل "فيليب الجميل" ملك "فرنسا" . 

ثانياً – الاسبتارية :
هي من أقدم الهيئات الدينية الحربية التي ولدت على الأرض المقدسة .
وقيل أن البابا "جريجوري الأول العظيم"( 590- 604م ) أرسل أحد رؤوساء الأديرة يدعى" روبوس" إلى الأرض المقدسة و كلفه بتأسيس نّزل في " بيت المقدس" لخدمة الحجاج . 

وقيل أن تجاراً "آمالفي" أسسوا مستشفى في " بيت المقدس (414هـ/ 1023م ) وأطلقوا عليها اسم مستشفى "القديس يوحنا" بطريرك "الإسكندرية" في القرن السابع الميلادي .
وبعد احتلال الصليبين " بيت المقدس" ( عام 492هـ / 1099م ) تطورت الهيئة إلى منظمة دينية دولية عرفت باسم " الاسبتار" وعرفت بالعربية إلى "الاسبتارية" ، وبعد وفاة " جيرار" مؤسس تلك الهيئة حوالي (سنة514هـ/ 1120م ) انتخب"الاسبتارية"" ريموند دي بي"( 1120- 1158م ) رئيساً للهيئة . 

وتكونت الهيئة من الأخوة الرهبان ومن الأخوة الخدم وجماعة الأخوة الفرسان .
ومن المناصب الإدارية في هيئة الاسبتارية"المقدم" و"المارشال" و"الاسبتاري" و " القماش" و" أمين الخزانة" و" أمير البحر" أو" قائد الأسطول" و" التركوبولي" قائد الخيالة الخفيفة .
وكان أفراد  الهيئة يرتدون رداءً أسود مطرز على الصدر بصليب أبيض بناءً على وثيقة أقرها البابا "أنوسنت الرابع" ( 1243- 1254م ) ( سنة 646هـ/ 1248م ) ، ثم أصدر البابا " ألكسندرالرابع"     ( 1254 - 1261م ) ( سنة 658هـ/ 1259م ) وثيقة أقر فيها رداءً خاصاً بالفرسان وهو عباءة سوداء و معطف أخر عليه صليب أبيض ، ومن قلاعهم " قلعة بيت نوبه" وقرية " بيت جبرين" في مملكة "بيت المقدس" وحصن "الأكراد" في إمارة " طرابلس" . 

وانتقلوا إلى "عكا" بعد سقوط "القدس" بيد " صلاح الدين" بعد معركة "حطين"( سنة 1187م ) ، وبعد سقوط "عكا" في أيدي المسلمين ( 690هـ/ 1291م ) اتخذوا من جزيرة " قبرص" مقراً لهم  .  

ثالثاً – التيوتون :
تفرعت طائفة "التيوتون" الألمانية عن الطائفة "الاسبتارية" و ارتبط تأسيس هذه الطائفة بتأسيس مشفى القديسة "مريم" في"القدس" من قبل واحد من الحجاج الألمان (عام 1127م) لتقديم لخدمات لأبناء بلده . وبعد فشل حملة الإمبراطور " فردريك برباروسا" في تحقيق أهدافها وموت الإمبراطور في الطريق   و وصول فلول الألمان إلى "عكا" أثناء حصارها من قبل الفرنسيين والإنكليز و الصليبين المحليين . 

أسس بعض التجار الألمان مشفى ميدانياً ( عام 1190م ) من أجل استخدامات الصليبين الألمان وانضم إلى تلك المشفى عدد من الرهبان "الاسبتارية" الألمان الذين طردوا من القدس بعد تحريرها من قبل
" صلاح الدين" ( عام 1187م ) . 

وارتدى هؤلاء الرهبان في المشفى أردية بيضاء عليها صلبان سوداء و أصبح اسم طائفته الكامل
" فرسان التيوتون لمشفى القديسة مريم" .
واقتصرت عضوية هذه الطائفة على "الألمان" فقط ، الذين بنوا ( عام 1227م ) قلعتهم الرئيسية و التي عرفت بـ "مونتفورت" أو "القرين" على الجانب الغربي من تخوم " الجليل" 

وقد استولى السلطان " بيبرس" على هذه القلعة ( عام 1271م ) .
وظهرت سرايا "التوركبلي" التي جرى تجميعها من بعض السكان المحليين و الذين كانوا فرساناً ذوي أسلحة خفيفة .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فن العمارة الإسلامية في العصر الأيوبي في مصر وبلاد الشام

العمارة الأيوبية في مصر وبلاد الشام اعتنى الأيوبيون ببناء المساجد والمدارس و الخانقاهات ، كما اهتموا ببناء القلاع و تحصين المدن بالأسوار و الأبراج الدفاعية ، بسبب حالة الحرب بينهم وبين الصليبين ، ويمكننا اعتبار فن التحصين في العمارة الأيوبية نهاية مراحل التطور في هذا المجال إذ لم يظهر أي تجديد ملحوظ في العهود اللاحقة ، فالمنشآت الأيوبية العسكرية نموذج لأرقى ما وصل إليه هذا الفن على المستوى العالمي ، وليس على نطاق الحضارة الإسلامية   فقط ، يمكننا أن نوجز أهم خصائص العمارة الأيوبية في ما يلي : 1-    التقشف وعدم الإسراف في الزخرفة ، بسبب الحرب مع الصليبين 0 2-    القوة وإتقان التخطيط والبناء ، ودقة النسب ، مع ضخامة المنشآت بالنسبة للعصور السابقة 0 3-    الاعتماد على الحجر المنحوت بأبعاد كبيرة كمادة أساسية في الواجهات و الأعمدة وتيجانها ، وأحياناً في القباب والأقبية 0 4-    ظهورالأروقة بالإضافة إلى الأواوين في المدارس وخاصة في حلب ، وهذا تطور جديد لم يستعمل من قبل . 5-    اعتماد التسقيف على القباب لدر...

فن العمارة الإسلامية في العصر المملوكي والعثماني

العمارة في العصر المملوكي والعثماني أولاً – العمارة في العصر المملوكي : ظهرت في هذا العصر في القاهرة منشأت معمارية ضخمة ، هي أشبه بالمجمعات التي تمتاز بمساحتها الكبيرة وارتفاعاتها الشاهقة ، وتتألف غالباً من مدرسة وتربة وبيمارستان ، وتضم أحياناً سبيلاً وكتاباً أيضا ، ونذكر منها على سبيل المثال :  مجموعة السلطان قلاوون ،  مدرسة وخانقاه الأشرف برسباي ،  مدرسة ومسجد قايتباي ،    بينما لم   تشيد في بلاد الشام أبنية ضخمة ، بل كانت منشأت هذا العصر ، أصغر من منشأت العصور السابقة ، وسنقصر حديثنا على منشأت العصر المملوكي في بلاد الشام  تميزت منشأت هذا العصر في بلاد الشام بما يلي : 1- استمر الشكل التقليدي للمسجد : صحن جنوبيه القبلية وتحيط به أروقة من الشرق والغرب والشمال في معظم المساجد التي أنشئت في حلب وكذلك المدارس ، إذ صارت المدارس تستعمل كمساجد أيضا في هذا العصر ، أما في دمشق فقد ألغي الصحن في بعض المساجد والمدارس وسقفت في بعضها الآخر . 2- تفتح أبواب المنشآت ضمن إيوان سقفه في معظمها نصف ...

تاريخ أوربا في العصور الوسطى المحاضرة الأولى

تاريخ أوربة في العصور الوسطى المحاضرة الأولى          - يطلق اصطلاح العصور الوسطى على الفترة الزمنية التي تمتد من القرن الرابع الميلادي إلى القرن السادس عشر الميلادي . واختلف المؤرخين حول تحديد بداية العصورالوسطى ونهايتها، فبعضهم يرى أن بداية العصورالوسطى (سنة 476 م) وهو تاريخ سقوط "روما" بأيدي "البرابرة الجرمان" والبعض من يعتبر العصورالوسطى ( سنة 330 م ) وهو تاريخ بناء مدينة " القسطنطينية" ، والبعض أيضاً يعتبر ( سنة 395 م ) بداية العصورالوسطى وفي هذا التاريخ انقسمت فيه الإمبراطورية الرومانية إلى قسمين شرقي وغربي ، والبعض الآخر من يحدد بداية العصور الوسطى مع انتشار " المسيحية" ، والبعض الآخر يعتبر فترة "الغارات البربرية" و تشكل " الممالك الجرمانية " هو بداية العصور الوسطى . أما نهاية العصور الوسطى فيحددها البعض بـ( سنة 1453 م ) وهو تاريخ سقوط بيزنطة بأيدي الأتراك العثمانيين . وأيضاً يحدد البعض نهاية العصور الوسطى ب( سنة 1492 م ) تاريخ اكتشاف"أمريكا" ، والبعض من يحدد نهاية العصور الوسطى في ...