المحاضرة الأولى
لمحة عن سلاطين الدولة العثمانية :
1- عثمان الأول ( 1299 – 1326 م ):
يعتبر
مؤسس الدولة العثمانية ، مات في عهده أخر ملوك دولة سلاجقة الروم "علاء
الدين كيقباد الثالث" فأستأثر بجميع ما كان بيده في شمالي غرب الأناضول ، و
أسس دويلة و جعل عاصمتها "
يكي شهر" ( يني شهر) ، ثم أخذ يتوسع في جميع الاتجاهات ، حتى ضم على أملاكه
مدينة " بورصة" ( بورسه) ، ذات الموقع الاستراتيجي الهام .
2- أورخان الأول (1326 – 1360 م ):
وهو
أول من سك العملة ، و أول من شكل جيشاً نظامياً بدلاً من القوى القبلية
التي كانت في عهد أبيه ، وهو الذي وضع نظام التجنيد المعروف بـ "
الإنكشارية" – وهو أن يأخذ أبناء النصارى في البلاد المفتوحة فيربون تربية
إسلامية على أن يمتهنون الجندية و الوفاء للسلطان - ، نقل مقر حكمه من "
يكي شهر" إلى مدينة " بورصة " ذات الموقع الإستراتيجي ، و توسع هو بدوره في
جميع الاتجاهات
3- مراد الأول ( 1360 – 1389 م ):
توسع
في جميع الاتجاهات بمعدل خمس أضعاف على ما كان في عهد أبيه ، جرى في عهده
تحالف صليبي لإنهاء دولته بقيادة ملك الصرب و أمراء ألبانيا ، فخاض معهم
معركة " كوسوفو" ( 1389م) وانتصر على الحلف ، كما تم في عهده تنظيم سلاح
الفرسان " سواريه" واختار اللون الأحمر رمزاً للعلم العثماني و الجهاد في
سبيل الله ، و إبان تجواله في المعركة التي انتصر فيها على التحالف الصربي
الألباني ، قام أحد الجرحى الصرب و يدعى " ميلوش" و طعنه في ظهره طعنة
مميتة فخر صريعاً ليخلفه ابنه " بايزيد الأول " .
4- بايزيد الأول ( الصاعقة ) " يلد رم" ( 1389 – 1403 ) :
تابع
أعمال التوسع و خاض حرباً ضخمة ضد تحالف صليبي ضم عسكراً من ( المجر و
فرنسا و ألمانية وبولونيا وإنكلترة وإيطالية وإسبانيا ) جرت وقائعه في
معركة قرب مدينة " نيقوبوليس"( سنة 1396م ) وكان النصر حليف العثمانيين
، وهو أول سلطان حصل من الخليفة العباسي الموجود في القاهرة على تفويض
رسمي بلقب سلطان ( عام 1393م ) ، ثم خاض حرباً ضروساً مع "تيمورلنك" قرب "
أنقرة"
( سنة 14.2م ) ، واسر نتيجتها ثم مات في السنة التالية بأسره .
5- محمد الأول ( 1403- 1421م ) :
تسلم
الحكم والبلاد في حالة فوضى بعد هزيمة جيشها في "أنقرة" ( 1402م) على يد
التتار ، فأخذ يعمل على إعادة ملك أجداده ، و أبرز ما يميز عهده أنه أعاد
للدولة وجودها بعد أن كاد ينفرط عقدها ، كما ظهرت في عهد دولته فئة وقف على
رأسها رجل كان يدعى " بدر الدين " طالب بوحدة الأديان وعدم التفريق بينها ،
و دعى إلى المساواة في الأموال و الأمتعة .
6- مراد الثاني ( 1421 – 1451 ) :
أبرز
ما يميز عهده حصار العثمانيين لمدينة " القسطنطينية " ( 1422م) و الذي فشل
لانقسام الجند بين السلطان و أخيه الذي شق عصا الطاعة ،
كما استرد هذا العاهل جميع ممتلكات أجداده التي فقدت أثر معركة " أنقرة"
وقد توسع هذا السلطان في الجانب الأوربي فدانت له البلقان وصربيا وألبانيا
والأفلاق.
وخاض
معركة ضد المجريين في " فارنه " (وارنه) و انتصر عليهم ( سنة 1444م) ،
واستمر بخوض معارك مع ملوك البلقان حتى آخر يوم في حياته ، ومنها معركة "
كوسوفو الثانية"( سنة 1448م )التي انتصر فيها على المجر .
7- محمد الثاني "الفاتح" ( 1451 – 1481 ) :
فتح "
القسطنطينية" ( 1453م) واضعاً نهاية للدولة البيزنطية ، كما ضم " بلاد
المورة" ( اليونان) إلى سلطته ، كذلك ضم " صربيا" ، حيث كانت تتبع له تبعية
إسمية ، وفي الجانب الأناضولي أنهى الوجود البيزنطي في " طرابزون" و بذلك
أصبح الأناضول عثمانياً ، ثم أنه بعدما فتح " القسطنطينية " نقل مقر حكمه
إليها و استمرت عاصمة للدولة العثمانية إلى العقد الثاني من القرن العشرين .
كما أصدر " قانون نامه " وهو أول قانون ( دستور ) مكتوب في الدولة العثمانية .
8- بايزيد الثاني ( 1481 – 1512 م ) :
إشتبك في بداية عهده مع أخيه " جام جم " الذي فر لاإذاً إلى مصر ثم تركها و فر إلى حلب ، حيث أخذ يعمل على انتزاع مدينة " قرمان " من دولة أخيه ، وبعد فشله التجأ إلى " فرسان القديس يوحنا " في
" رودس" ثم فر إلى البابوية في " روما "، وفي" روما" مات على يد ملك فرنسة بطلب من السلطان،
وابرز ما يميزهذا العاهل حبه للآداب وميله للسلام حيث آثرالعلاقات السلمية مع أوربة غرباً ومع الدولة الصفوية شرقاً ( الناشئة في إيران ) ، إلا أنه في أواخر حياته تنازع أبنائه على تسلم الحكم و تصادموا مع بعضهم البعض إلى أن فاز بالنتيجة " سليم الأول " .
9- سليم الأول " ياوز" (الشديد) ( 1512 – 1520) :
ابتدأ
عهده بأن أعد جيشاً كبيراً و توجه به شرقاً ، حيث خاض مع " الشاه إسماعيل
الصفوي" ، مؤسس الدولة الصفوية ، حرباً في معركة "جالديران " ( 1514م )
وكان النصر حليف العثمانيين .
ثم عاد
و ضم " بلاد مرعش" و " ألبستان" ، وكان يحكمها جده " علاء الدولة " ثم
التقى مع المماليك في معركة ( مرج دابق سنة 1516م ) و التي كانت بمثابة
ضربة قاضية انتهت بعيدها دولة المماليك ، بعد أن ألحقها بمعركة ثانية في (
الريدانية 1517م ) لتسقط دولة المماليك ، وليعود حكم بلاد الشام
و مصر و اليمن و الحجاز إلى الدولة العثمانية .
10.- سليمان الأول " القانوني " ( 1520– 1566 م ) :
من أهم
أعماله فتحه لمدينة " بلغراد"(سنة 1521م ) وفي عهده فتحت جزيرة " رودس"
(سنة 1522م) كما فتحت في عهده " بلاد المجر " ( سنة 1526م ) بعد معركة "
موهاكس" واستمر بأعماله العسكرية حتى حاصر مدينة " فيينا " ( ويينه) و في
عهده ضمت العراق إلى جسد السلطنة و شمال أفريقية .
و أبرز
أعماله المدنية إصداره لـــــــ" قانون نامه " التي اشتهر بها ، وبها نظم
أمور دولته المدنية و ظل معمول بها فترة طويلة من الزمان
11- سليم الثاني ( 1566 – 1574 ) :
تسلم حكم السلطنة وهو غير أهل لها ، ولكن جهود الوزير " محمد باشا صوقللي" ، أنقذت الدولة من الضياع الممكن وحفظ للسلاطين العثمانيين دورهم الفاعل في السياسة الدولية ، وفي عهد هذا العاهل عقدت الدولة العثمانية صلحاً مع " النمسة" ، كما فتحت في عهده " اليمن " كما تم له القضاء على الثورات فيها ، و فتحت جزيرة " قبرص"( 1570م )، وفي عهده جرت معركة " ليبانت " البحرية (1571م ) ، بين تحالف ضم ( البندقية و إسبانيا و رهبنة مالطة و البابوية ) و السلطنة العثمانية ،
وانتهت هذه المعركة بهزيمة منكرة للبحرية العثمانية .
12- مراد الثالث ( 1574 – 1595 م ) :
وضعت في عهده " بولونيا " تحت حماية السلطنة ، كما توترت العلاقة بين العثمانيين والصفويين،إذ أنه بعد وفاة الشاه(طهماسب الأول 1576م)، توغلت القوات العثمانية في الأراضي الصفوية واستولت على بعضها، وقد استمرت العلاقة متوترة بين الدولتين لإصرارالباشا " صوقللي" للاستيلاء على" تبريز"
13- محمد الثالث ( 1595 – 16.3 م ) :
سار على خطى جده " سليمان القانوني" فقاد الجيش و سار به إلى " بلغراد " كما اشتبك مع القوات النمساوية و انتصر عليها ( سنة 1596م ) و في عهده قام " قره يازيجي " وشق عصا الطاعة بعد أن تحصن بمدينة " غازي عنتاب " ثم ما لبث أن اتحد مع أخيه " دلي حسن" والي بغداد ، واستطاعا دحر القوات العثمانية ، إلا أنه تم الاتفاق بين الجانبين – أي الباب العالي و المنشقين – فتسلما ولاية البوسنة مقابل ترك بغداد .
14- أحمد الأول ( 1603 – 1617 م ) :
تسلم الحكم وأوضاع السلطنة غير مستقرة وذلك لقيام " الشاه عباس الصفوي" بمحاربة القوى العثمانية، والذي استطاع من خلال أعماله العسكرية أن يسترد ما استولى عليه العثمانيون في الفترة السابقة لحكمه
وقد كانت " النمسة" في الوقت ذاته تعمل على استرداد ما ضمه العثمانيون من جهة الغرب ، وفي عهده قامت ثورة " علي جانبلاط" في الأناضول ، و الذي تحالف مع " فخر الدين المعني الثاني " ضد قوات السلطنة العثمانية، كما عقدت السلطنة(سنة 1606 م) صلحاً مع "النمسة " يعرف بصلح" زيتفاتوروك " ( ستوا تورك) تنازلت بموجبه عن الجزية التي كانت تأخذها من حكام النمسة، وفي عهده عقدت السلطنة معاهدة( 1612 م) تنازل العثمانيون من خلالها عن العراق للصفويين .
15- مصطفى الأول ( 1617 – 1618 م ) :
حكم ثلاثة أشهر ثم عزل بواسطة الإنكشارية .
16- عثمان الثاني ( 1618 – 1622 م ) :
لم يفعل شيئاً و قد قتل على أيدي الإنكشارية ، و أعادوا السلطان مصطفى الأول مرة أخرى .
17- مراد الرابع ( 1623 – 1640 م ) :
تسلم عرش السلطنة وهو صغير ولكنه ما أن شب عن الطوق حتى وضع حداً لصلف الإنكشارية، ثم أخذ يعد العدة لمحاربة الصفويين ، و بالفعل استرد منهم العراق ، وبعد استرداده للعراق عقد مع الصفويين معاهدة ( 1639م) والتي عرفت بمعاهدة( قصر شيرين)، تم بموجبها اقتسام المناطق المتنازع عليها بين الدولتين – تنازل الصفويين عن مدينة بغداد للعثمانيين ، بينما تخلت الدولة العثمانية عن مدينة " روان" للصفويين - كما تم في عهده القضاء على ثورة " فخر الدين المعني الثاني" .
18- إبراهيم الأول ( 1640 – 1648 م ) :
بدأ عهده بإعداد جيش أرسله إلى مدينة " آزوف" هذه المدينة التي كانت موضع نزاع بين السلطنة
و الروس ، فاستطاع استردادها وقد قام هذا السلطان بإعداد جيش ( عام 1645م) استطاع من خلاله مهاجمة جزيرة " كريت " و استولى على مدينة " خانيه " ثم تابع جيش السلطنة سعيه لاحتلال بقيت الجزيرة ( سنة 1647 م ) ، ولكنه لم يتمكن من إضافة جديد على هذه الفتوحات ، وفي( سنة 1648م) ثار الإنكشارية على السلطان وعزلوه .
19- محمد الرابع ( 1648 – 1687 م ) :
تسلم حكم السلطنة و الفوضى تعم أرجائها ، وكان نتيجة لهذه الفوضى أن هزم أسطول السلطنة على يد البنادقة في معركة " فوسيه " ( 1649م ) ، ثم توالت هزائم السلطنة تحت تأثير ضربات الأسطول البندقي وكان أشهرها هزيمة (عام 1651 م )، لكنه حين تولى الصدارة العظمى" محمد باشا كوبريلي" ( سنة 1656 م ) وضع حداً للفوضى الداخلية وأعاد بناء الأسطول ، كما أعاد اعتبار السلطنة مع البنادقة وفي عهد هذا الوزير تمكنت السلطنة من مواجهة النمسة وحاصرت " فيينا " ( سنة 1683م) ، لكن ذلك لم يدم كثيراً إذ أخذت السلطنة تتراجع مرة أخرى أمام أعدائها .
2.- سليمان الثاني ( 1687 – 1691 م ) :
انتعشت السلطنة قليلاً في عهد هذا العاهل ، لظهور الصدر الأعظم " مصطفى باشا كوبريلي " الذي أعاد للسلطنة شيئاً من هيبتها و أصلح أحوال الإنكشارية .
21- أحمد الثاني ( 1691 – 1695 م ) .
22- مصطفى الثاني ( 1695 – 1703 م ) : قاد الجيش بنفسه و استرد " بولونيا " و رفع الحصار عن مدينة " آزوف" التي كانت محاصرة من الروس ، و إبان انشغاله بالحرب مع النمسة ، انتهز القيصر الروسي " بطرس الأكبر " الفرصة وهاجم مدينة " آزوف" و استولى عليها تماماً بعد أن طرد كل القوى العثمانية منها .
وفي عهد هذا العاهل وقعت السلطنة العثمانية على معاهدة( 1699م) والتي عرفت بمعاهدة" كارلوفيتز" ( كارلوفيتش ) والتي تنازلت بموجبها السلطنة عن " المجر" و " ترانسلفانيا " إلى النمسة ، وعن مدينة " آزوف" إلى الروس ، وعن "المورة" و" دلماسية" إلى البندقية ، وتنازلت عن" بودوليا" و"اوكرانيا" إلى " بولونيا" ، فكانت هذه المعاهدة من أكثر المعاهدات إجحافاً في حق الدولة العثمانية حتى ذلك التاريخ ، وفي عهد هذا العاهل ظهرت إلى الوجود ( المسألة الشرقية ؟ ) .
23- احمد الثالث ( 1703 – 1730م ) :
اشتبكت في عهده القوى العثمانية بالقوى الروسية في عهد " بطرس الكبير " و انتصر العثمانيون على الروس في هذه الفترة الأمر الذي أدى إلى عقد معاهدة صلح ( عام 1711 م ) و التي عرفت بمعاهدة
" فلكزن " تخلى بموجبها الروس عن مدينة " آزوف " ثم عقدت السلطنة معاهدة أخرى عام ( 1713م) و التي عرفت بمعاهدة "أدرنة" تنازلت بموجبها روسيا عما استولت عليه في البحر الأسود ، وقد استعاد العثمانيون إقليم "المورة" من البنادقة، كما اشتبك العثمانيون في عهده مع النمساويين، فانهزمت السلطنة مرة أخرى ، الأمر الذي أدى إلى عقد معاهدة ( سنة 1718م ) و التي عرفت بمعاهدة " ساروفيتش"
( ساروفيتز) ، تم بموجبها أن تكون " المورة " للسلطنة ، و" طمشوار" ، و" صربيا الشمالية" وغرب " بلغراد" للنمسة ، كما تأزم الموقف في عهد هذا السلطان بين العثمانيين و الصفويين ، إبان سيطرة الأفغان على مدينة " أصفهان" .
24- محمود الأول ( 1730– 1754 م ) :
في عهده عقد الصلح بين العثمانيين و الصفويين ( عام 1732 م ) ، تقاسم من خلاله الجانبان المناطق المتنازع عليها ، ثم ما لبثت أن تأزمت الأمور بين الدولتين ، بعيد قيام الدولة " الإفشارية " ، كما تأزم موقف السلطنة أيضاً على الجبهة الغربية لتستمر الحروب بين العثمانيين والنمساويين ، ولتكون هذه الحروب منهكة للدولة دون فوائد تذكر،أما أبرز ما يميز عهد هذا السلطان قضية تحديث الجيش العثماني الذي أخذ ينحو منحاً جديداً يشبه إلى حد ما الجيوش الأوربية،لأن الموقف بين الإفشاريين والعثمانيين بلغ ذروته ولم تقف الحرب بين الطرفين إلا بعد أن عقد الجانبيين معاهدة (عام 1746م) على أساس معاهدة (عام 1639 م ) ، كما عقت في عهده معاهدة " بلغراد" مع كل من روسيا و النمسة ( عام 1739 م ) .
25- عثمان الثالث ( 1754 – 1757 م ) .
26- مصطفى الثالث ( 1757 – 1774 م ) :
تجددت
في عهده الحرب بين قوات السلطنة والقوات الروسية ، وفي ذروت انشغال السلطنة
مع الروس أعلن " علي بك الكبير " ، عصيانه ضد السلطنة ، ثم استقلت مصر بعد
أن طرد منها الوالي العثماني ، وفي (سنة 1771 م) سار "محمد أبو الذهب "
إلى سورية فضمها إلى أملاك سيده " علي بك " بعد أن تحالف مع الشيخ " ضاهر
العمر " حاكم "عكا" . ثم نشب خلاف بين القوى المحلية في "مصر" و" بلاد الشام "– " علي بك" و " محمد أبو الذهب"
و" ضاهر العمر" – الأمر الذي جعل بعضهم يتصل بالأسطول الروسي في المتوسط ، الأمر الذي جعل السلطنة تعد العدة جيداً للقضاء على هذه القوى .
27- عبد الحميد الأول ( 1774 – 1789 م ) :
استمرت الحروب في عهد هذا العاهل بين العثمانيين و الروس إلى ( سنة 1774 م ) حيث عقدت بين الجانبين معاهدة ( كوجك قاينارجه ) أو ( كوتشك قينارجي ) تنازلت بموجبها السلطنة عن كافة ممتلكاتها في البحر الأسود للروس ، و اعترفت بموجبها السلطنة بحماية الروس للمسحيين الأرثوذوكس ، ثم استمرت روسيا بحربها ضد السلطنة و استولت على بلاد القرم وهجرت منها أهلها ، وقد تمادت روسيا بأن عقدت مع النمسا اتفاقية سرية لمحاربة السلطنة وحين علمت السلطنة بفحوى هذه الاتفاقية تأزم الموقف بين الجانبين وقامت الحرب من جديد في أواخر عهد هذا العاهل .
28- سليم الثالث ( 1789 - 1807 م ) :
استمرت الحرب بين الروس والعثمانيين ، وكذلك بين النمساويين و العثمانيين إلى أن عقد العثمانيون صلحاً مع النمساويين ( 1791 م ) بعد توقيع معاهدة " زشتوي " (1790م ) ، ثم عقدت السلطنة مع الروس صلح ( 1792 م ) ، و التي عرفت بمعاهدة " ياش" و في عهد هذا العاهل هاجمت القوات الفرنسية بقيادة " نابليون بونابرت " مصر( 1798م ) فهرب "إبراهيم بك الكبير" إلى سوريا ، كما حاصرت القوات الفرنسية مدينة "عكا" ، و حين فشل " نابليون" في حصار "عكا" رحل إلى " فرنسا" للمشاركة في الأوضاع الداخلية في بلاده ، ثم ترك الفرنسيون مصر (عام 1803م) وكان من نتائج هذه الحملة أن عملت الدولة على تحديث جيشها و قوانينها ، بالإضافة إلى تعرف العالم العربي على بعض التكنلوجيا الأوربية ، و قد عرف عهد هذا السلطان بعهد التنظيمات ، حيث أصلح التعليم و أقام سفارات في الخارج ونظم أمور الولايات ، كما عادت " مصر" في عهده إلى جسم السلطنة(سنة 1806م ).
29- مصطفى الرابع ( 1807 – 1808 م ) :
لم يتم إي عمل خلال فترة حكمه القصيرة و التي لم تتجاوز السنة .
30- محمود الثاني ( 1808 – 1839 م ) :
عقد هذا العاهل عدة معاهدات مع إنكلترة و روسيا و في عهده نشطة حروب الاستقلال في بلاد اليونان فأوعز السلطان إلى عامله في مصر" محمد علي باشا " فجهز الأخير جيشاً بقيادة ابنه ، الذي احتل العديد من المناطق اليونانية ، ثم عاشت السلطنة في عهده فترة من الفوضى سببها الإنكشارية بعد أن اعد هذا العاهل جيشاً جديداً حديثاً أطلق عليه اسم ( معلم اشكنجي ) – أي الجيش المدرس – وكان نتيجة لتعديات الإنكشارية أن شن السلطان حرباً عليهم أباد معظمهم إثر ثورة قاموا بها ، كما حد هذا السلطان من سيطرة علماء الدين على الأوقاف ، وقد تأزم الموقف بين السلطنة والروس ودول أوربة عموماً ، وقامت القوى الأوربية في جميع الجهات محاولة النيل من السلطنة العثمانية ، واستطاعت فرنسة أن تحتل " الجزائر " ( عام 1830 م ) .
31- عبد الحميد الأول ( 1839 – 1861 م ) :
استلم في عهد هذا العاهل " محمد علي باشا " جميع سفن السلطنة ، الأمر الذي أربك من خلاله دول أوربة وخشوا من اجتياح " إبراهيم باشا " للسلطنة، مما أدى إلى وقوف أوربة إلى جانب السلطان ضد
" محمد علي باشا " وقد توترت في عهد هذا السلطان الظروف في بلاد الشام فقامت أولى الحروب الطائفية في لبنان ( 1860 م ) ، حيث قامت الحرب بين الدروز و الموارنة ، كما أصدر هذا السلطان
" فرمان كلخانه " – أمر جنينة الورد – ، وقد تضمن هذا الفرمان إصلاحات داخلية كان من شأنها مجاراة أوربة في قضاياها المدنية ، وقد قامت في عهد هذا العاهل الحرب بين العثمانيين والروس حول بلاد "القرم" ، ثم هدأت الأحوال عموماً بعد معاهدة ( باريس 1856 م ) ، وكان من نتائج هذه المعاهدة أن أخذت القوى الأوربية تتدخل في الأوضاع الداخلية لبلدان السلطنة .
32- عبد العزيز ( 1861 – 1876 م ) :
تسلم هذا السلطان الحكم و الدولة في أزمة مالية حادة ، وعلى الرغم مما عمله لإصلاح خزينتها ، إلا أنه وقع في شرك القروض من الإنكليز ، وكانت له علاقات طيبة مع الفرنسيين ، وقد زار فرنسة في عهد " نابليون الثالث " ، وفي عهده تم البدء بحفر ( قناة السويس ) وكان ذلك في عهد " الخديوي سعيد " .
33- مراد الخامس ( 1876 م ) .
34- عبد الحميد الثاني ( 1876 – 1909 م ) :
من
أعمال هذا السلطان أنه أول من وضع الحياة الدستورية للسلطنة العثمانية ،
وذلك حين تم انتخاب برلمان الدولة عرف وقتها باسم " مجلس عمومي" و كان
يتكون من قسمين يطلق على الأول" مجلس مبعوثان" كان ينتخب من الأهالي ، وعلى
الآخر " مجلس الأعيان" و يعين من قبل الدولة ، يعتبر عهد السلطان "عبد
الحميد الثاني" من أكثر عهود السلاطين العثمانيين تأزماً ، فقد استقلت معظم
دول البلقان عن السلطنة و كذلك بلاد القرم ، وفي عهده عقدت السلطنة
معاهدة(برلين 1878م)، وفي عهده أطلق ما يسمى بالقانون الأساسي للسلطنة
العثمانية ، وحل البرلمان لظروف سياسية متأزمة ثم ما لبث أن أعاده(1902 م )، ثم ما لبثت القوى المتحكمة بالسلطنة على الصعيدين الداخلي و الخارجي أن خلعت السلطان ( 1909 م ).
35- محمد رشاد الخامس ( 1909 – 1918 م ) :
نشط في عهده حزب الإتحاد والترقي حتى أن هذا الحزب تسلم مقاليد الأمور ، و في عهده احتلت "طرابلس الغرب" من قبل الإيطاليين ، وقامت في عهده الحرب العامية الأولى " سفر بلك " حيث دخلت السلطنة الحرب مع ألمانيا و النمسا و بلغاريا ضد إنكلترا و فرنسا و إيطاليا و روسيا ، كما قامت الثورة العربية الكبرى في عهده ، و قد مات السلطان قبل استسلام السلطنة ( 1918 م ) .
36- محمد وحيد الدين السادس ( 1918 – 1922 م ) :
استعان هذا العاهل بـ" مصطفى باشا أتاتورك " الذي تولى قيادة دفة سفينة الدولة العثمانية الغارقة ، فاستسلمت السلطنة في عهده أمام الإنكليز و الإيطاليين والروس و الفرنسيين ، و فقدت معظم ممتلكتها
و لم يبقى لها سوى الأناضول ، وفي سنة (1922 م ) وجد السلطان أن الأمور تسير على غير ما يريد فاعتزل العمل السياسي ليستسلم بعده السلطان " عبد المجيد الثاني ".
37- عبد المجيد الثاني ( 1922 – 1924 م ) :
اعتلى عرش السلطنة بعد أن تنازل عنه السلطان " محمد السادس" حيث أصبح " مصطفى باشا أتاتورك " سيد الموقف في البلاد، فما كان منه أن جرد السلطان من جميع سلطاته مبقياً له السلطات الدينية فقط ، ثم ما لبث الاتحاديون أن جمعوا رأيهم على إلغاء السلطنة ( 1924 م) ، لتعلن منذ تلك الفترة الجمهورية التركية في التاريخ الحديث .
تعليقات
إرسال تعليق